تربية الأسماك فى تانكات

قطاع الإنتاج السمكى أحد القطاعات الهامة بوزارة الزراعة ويعتبر قطاعا واعدا يضاهى قطاعات إنتاجية أخرى متميزة لايقل أهمية عن قطاع البترول. ومشاكل القطاع معروفة ومتنوعة ومنها ما هو سهل حلها ومنها ما يصعب حلها ولذا فلابد من ترتيب الأولويات عند إيجاد الحلول مع التركيز على الإنتاج السمكى النظيف والمتوافق مع البيئة لمحافظة على صحة المواطنين . ومجال الإنتاج السمكى فى سبيله للاكتفاء الذاتى فى خلال عام واحد وتصدير الفائض وهذا سيكون له آثار اجتماعية وسياسية وصحية واقتصادية عظيمة على جميع العاملين بالقطاع بصفة خاصة والمواطن المصرى بصفة عامة وخاصة عند التوسع فى الاستزراع السمكى فى الصحراء بما يساهم فى تحقيق خطط الدولة التنموية والانتشار على 25% من مساحة مصر حتى عام 2017 للحد من الكثافة السكانية المرتفعة واستيعاب البطالة حيث أن غزو الصحراء لن يتحقق ألا عن طريق الاستزراع السمكى الشبه مكثف والمكثف فى الصحراء مع العمل على تدوير المياه باقصى كفاءة ممكنة حتى لاتكون المياه عائقاً من معوقات الاستثمار. والرؤية المستقبلية لتشغيل قطاع الإنتاج السمكى الحكومى يجب أن تتحرر من البيروقراطية وتميل لإحداث التنمية الحقيقية وتتحرر الدولة من عمليات التشغيل والإنتاج وتقوم بتأجير جميع المزارع والمفرخات ومصانع الأعلاف وخلافه والتفرغ لعلميات التخطيط والمتابعة والتدريب والإرشاد من اجل تنفيذ الخطط التنموية الموضوعة وزيادة الإيرادات الخاصة والعامة بما يحقق المصالح القومية للبلاد وهذا يتطلب إعادة النظر فى كافة التشريعات القائمة لتحقيق هذه الأهداف.
والمناطق الصحراوية تعتبر غير مناسبة من الناحية الأقتصادية إنتاج الأسماك باستخدام الأحواض الترابية لأن طبيعة التربة فيها لأتسمح بالأحتفاظ بالمياه الضرورية للأنتاج السمكى . وعلى الرغم من أن هذه الأراضى يمكن علاجها لتحتفظ بالمياه لإل أن تكاليف هذه المعالجة قد تكون غير مجدية من الناحية الأقتصادية لأستخدامها كمزارع سمكية ولكن هناك نظام أقتصادى سوف يتم عرضه فة أخر الدراسة ويحقق عائد أقتصادى فى الصحراء ( منطفة وادى النطرون ) محافظة البحيرة .أما من ناحية عدم توفير المياه العذبة الكافية للمزارع السمكية فى الأحواض الترابية فإن هذه المشكلة تكون غالبا فى المناطق الصحراوية أو بعض المناطق الزراعية التى لأتتمتع بوفرة فى المياه . كما أن الأستزراع السمكى فى الأحواض الترابية يحتاج لكميات كبيرة من المياه ، والأحوض الترابى بمساحة فدان مائى يحتاج الى 10 ألف متر مكعب من المياه لإنتاج من طن الى أكثر من خمسة طن من الأسماك. فى هذه الحالة فان لإن أستخدام التانكات( المصنعة من الطوب المبطن بالأسمنت أو من السمنت المسلح أو من الخشب أو من أى مادة غير سامة للأسماك) لتربية الأسماك يعتبر أفضل من الأحواض الترابية .
مميزات تربية الأسماك فى التانكات
1- سهولة حماية المشروع من السرقة .
2- أمكانية تربية الأسماك فى المناطق ذات درجات الحرارة غير المناسبة ، حيث يسهل فى هذه الحالة تغطية التانكات أو أستخدام أحد أساليب التهوية أو التدفئة .
3- أمكانية أستخدام نظام الدائرى المغلق للمياه ، مما يوفر حوالى 90% من المياه المستخدمة فى الأحواض الترابية مع الحصول على نفس الأنتاجية أو أكثر .
4- فى حالة تربية أسماك البلطى فان التربية فى نظام التانكات يمنع طبيعيا التفريخ الطبيعى للأسماك ؟، الذى يحدث فى الأحواض الترابية ويؤثر على الكثافة السمكية وبالتالى يؤثر سلبا على الإنتاجية .
5- أمكانية التحكم فى مواصفات المياه المستخدمة داخل التانك من حيث الحرارة ، الأكسجين الذائب ، الرقم الهيدروجينى ، مستويات الأمونيا .
6- أمكانية الحصول على أنتاج مبكر من الأسماك أو محصلين فى العام.
7- أمكانية السيطرة على الأمراض مع أجراء الوقاية والعلاج للأسماك بأقل التكاليف .
8- أمكانية مضاعفة الأنتاج السمكى من وحدة المساحة وذلك باستخدام الوسائل التقنية فى التربة .
9- أمكانية تخطيط الإنتاج للحصول على أنتاج مستمر طوال العام .
خصائص التانكات المستخدمة فى الأستزراع :-
مادة الصنع :-
يمكن تصنيع التانكات من كثير من مواد التصنيع (الطوب الأحمر أو الأبيض المبطن بالأسمنت المخلوط بالمواد العازلة ( مواد البناء الحديث) أو الخشب ، الحديد المجلفن البلاستيك ، البولى إثيلين ، الألياف الزجاجية pvc
وبصفة عامة يفضل المواد المصنع منها التانك تكون رخيصة الثمن وغير سامة للأسماك أو من المواد الغير قابلة للتأكل وأن يكون سطحها من الداخل أملس لسهولة التخلص من المخلفات . والتانكات شائعة الأستخدام فى تربية الأسماك هى المصنوعة من الأسمنت أو الألياف الزجاجية . كما أن التانكات المصنوعة من الخشب شائعة الستخدام فى المناطق التى تتوافر فيها الأخشاب رخيصة الثمن .
شكل التانكات:-
التانكات إما أن تكون دائرية أوقائمة الزاوية على شكل مربع أو مستطيل ، أو متنوعة الزوايا على أشكال سداسية أو ثمانية الضلاع . ويفضل فى تربية الأسماك الأشكال الدائرية أو المضلعة حيث يساعد ذلك على إحداث تيار مائى جيد داخل التانك مما يؤدى لوصل المياه الجديدة الى جميع أجزاء التانك ، كما يساعد الشكل الدائرى على سهولة التخلص من المخلفات امتراكمة على القاع ووصولها بسهولة الى فتحة الصرف .
التانكات الدائرية يمكن أن تصل الى 30 متر فى القطر ، ولكن الشائع فى تربية الأسماك ذات القطر 3:9 متر وبعمق 1.2 : 1.5 متر .ومن عيوب التانكات المستطيلة أو المربعة حدوث تيار مائى مستقيم يصل من فتحة الرى الى فتحة الصرف مباشرة ، فيؤدى لعدم وصول المياه الجديدة الذائب لجوانب التانك .كما أن تراكم المخلفات فى الجوانب البعيدة عن مسار تيار المياه يصعب من التخلص منها سريعا .
فتحة الصرف فى التانكات :-
الأهتمام بفتحة صرف التانكات من أهم الأمور عند الأنشاء ، حيث يؤدى ذلك الى سهولة التخلص من الفضلات الصلبة . ففى التانكات الدائرية تكون فتحة الصرف فى مركز الدائرة وبذلك تكون فعالة فى صرف المخلفات الصلبة .
وللحفاظ على مستوى محدد لأرتفاع المياه داخل التانك توضع ماسورة {اسي داخل التانك بالآرتفاع المطلوب ، فيحافظ أرتفاع الماسورة على عمود المياه المطلوب كما تستخدم هذه الماسورة فى صرف المياه السطحية . هذا الصرف السطحى له أهمية كبيرة فى التخلص من المخلفات الناعمة والعائمة على سطح مياهى التانك ، وتزداد أهمية الصرف السطحى للمياه فى تانكات تحضين الزريعة .كما يمكن أسخدام الماسورة الرأسية فى الصرف السطحى والقاعى فى نفس الوقت ، وذلك بوضع ماسورة أخرى أكبر منها فى القطر وأكثر أرتفاعا ، على أن تكون الماسورة الخارجية هى المحددة لأرتفاع مستوى المياه داخل التانك . وفائدة الماسورة الخارجية هى المساعدة على صرف المياه القاعية والسطحية من فتحة الصرف السفلية حاملة معها المخلفات الصلبة من القاع والمخلفات العائمة على السطح . فى الأحواض المستطيلة يتبع نفس النظام السلبق سواء للصرف القاعى أو السطحى ، مع ضرورة عمل الميول اللآزمة فى القاع ناحية فتحة الصرف . يفضل وضع شبكة بفتحات مناسبة على ماسورة الصرف لمنع دخول الأسماك اليها .
نظم التهوية فى التانكات:-
حساب التهوية المطلوبة يرتبط باحتياجات كل نوع من الأسماك من الأكسجين الذائب المناسبة لسد حاجته البيولوجية . و الأكسجين الذائب فى المياه واللآزم للأسماك يقدر بواحد ملجرام أكسجين ذائب / كجم من الأسماك فى الساعة ( فى حالة سكون الأسماك ) ، ويتضاعف الى ثلاثة اضعاف فى حالة نشاط السماك الى 3 ملجرام / كجم من الأسماك وذلك بالأرتباط مع درجة حرارة المياه ومتوسط وزن السمكة ومعدل التغذية اليومى . ومن ناحية أخرى فإن حساب التهوية اللأزمة لمياه التانك يتطلب معرفة فعالية جهاز التهوية المستخدم وهى بتعبر عن كمية الأكسجين المنقولة للمياه بالحصان فى الساعة .
إن التربية المكثفة للأسماك فى التانكات قد تتطلب الحصول على أكسجين نقى لضخه فى المياه ، ويمكن الحصول عليه من أسطوانات الأكسجين المضغوط أو السائل .
كميات المياه اللأزمة للتانكات
فى نظم التربية المفتوحة للأسماك يعتير توافر المياه بالكمية والنوعية المناسبة هو العنصر الحدد لزيادة الإنتاجية ، حيث أن أنتاجح 500 جم من الأسماك يتطلب على الأقل متر مكعب من المياه ، فى حين أنه يمكن الوصول الى نفس الأنتاجية باستخدام 10 % فقط من كمية المياه فى النظام المغلق لدائرة المياه . وفى النظم المغلقة للأستزراع السمكى المكثف فى التانكات يتم أستخدام 90 % من مياه الصرف بعد معالجتها وضخها مرة ثانية الى تانك تربية الأسماك . ولكن هذا الأسلوب من الأستزراع يتطلب تكاليف أستثمارية مرتفعة ، كما يتطلب تقنيات حديثة وما يتبع ذلك من خبرة تقنية عالية .
فى الأحواض الترابية يوجد توازن بيئى طبيعى بالمياه ، حيث تعمل الكائنات الحية المائية مثل الطحالب والفطريات والبكتيريا والهائمات النباتية والحيوانية على أستهلاك مخلفات العملية الحيوية للسماك وثانى أكسيد الكربون والأمونيا وانتلروجين وتحولها الى مواد غير سامة تستفيد منها النباتنات المائية . كما يقوم هذا التوازن البيئى الطبيعى على إنتناج الأكسجين الضرورى لحياة ونمو الأسماك والكائنات الحية الأخرى فى البيئة المائية هذا التوازن البيئى الطبيعى المفقود فى دائرة المياه المغلقة يتطلب العناية بجودة المياه من حيث تركيزالأكسجين الذائب فيها ، الأمونيا نتروجين ، النترات ، ثانى أكسي الكربون ، الرقم الهيدروجينى .أن التكلفة الأستثمارية المرتفعة فى أنشاء التانكات وتكلفة أنشاء نظام المياه المغلق تتطلب بالضرورة زيادة الكثافة السمكية لرفع الأنتاجية ، حتى تكون هناك جدوى أقتصادية مفيدة لهذا النشاط .
الطاقة الأنتاجية المرتفعة لهذا النوع من التربية المكثفة للأسماك 60 كجم / متر مكعب من المياه تتطلب كميات كبيرة من الأكسجين الذائب لمواجهة أحتياجات هذا العدد الكبير من الأسماك ، وهو ما يتطلب أسلوب جديد لزيادة الأكسجين الذائب وطرد ثانى أكسي الكربون من المياه . ونظرا لأن الأسماك فى هذا النظام المغلق تعتمد عل التغذية المصنعة ذات المحتوى البروتينى المرتفع (32%) ، فان حجم المخلفات الناتجة عن التغذية يكون كبير ، وهو ما يتطلب نظام جيد للتخلص من المخلفات الصلبة والذائبة ، زكذا نظام خاص للتخلص من الأمونيا – النيتروجين الناتج من العملية الحيوية للأسماك .

ظل الأعتقاد سائد لفترة طويلة أن الصحراء مستبعدة تماما عند التفكير فى الأستزراع السمكى ، ولكن الواقع العلمى والنظرة العلمية أثبتت مع مرور الزمن أن العكس هو الصحيح فقد تحولت بعض المناطق الصحراوية بالكامل الى الأستزراع السمكى مثل وادى النطرون محافظة البحيرة وذلك لطبيعة المنطقة التى تجعل من النشاط هو النشاط الوحيد اللمكن فى هذه المنطقة . فالمياه المتوفرة وبكثرة وعلى أبعاد قريبة من سطح الأرض كما أن ملوحتها لتصلح لإغراض الزراعة .وأنطلقا من هنا أنتشر مايعرف بنظام الترنشات حيث يتم حفر قنوات باطوال تصل الى 100 متر أو أكثر وعرض حوالى 10 أمتار وتتدفق مياه النشع تلقائيا لتملا هذه الأحواض وتبقى عملية تغيير هذه المياه حيث تتم باستخدام طلمبات ماصة طاردة لتغيير المياه بصفة مستمرة ، ورغم أن هذا النظام بدائى ول يسمح بتجفيف الأحواض حيث أن مخلفات الغذاء والسماك تتراكم على قاع الأحواض دون إمكانية صرفها صرفا سليما فإن هذا النظام ما زال مستمرا منذ أكثر من 10 سنوات دون ظهور مشكلات حقيقية إلا فى بعض الحالت النادرة .
وهناك حالأت أخرى أيضا فى وادى النطرون أثبتت نجاحا كبيرا وهى وهى نظام أستزراع الأسماك فى الأحواض الرملية المغطاه بالرقائق البلاستيكية .
مميزات أستخدام المياه الجوفية فى الأستزراع السمكى :-
1- خلوها من أى مسببات للأمراض
2- خلوها من أى مصادر للأنواع غير المرغوبة من الأسماك
3- ثبات درجة حرارتها على مدار العام .
4- تستخدم فى بعض الحالات كمصدر للتدفئة لآرتفاع درجة حرارتها وبالتالى إطالة موسم التربية حتى يمكن توفير ميزة تنافسية عند تسويق الأسماك .
وفى بعض الحالات تخرج المياه الجوفية محملة ببعض الغازات الذائبة أو أكسيد الحديد وهذه يمكن التغلب عليها بمعاملتها بالتهوية .