توقيع اتفاقٍ تاريخيّ بقيمة 30 مليون دولار بين الصين والفاو

تشكيل صندوق أمانة للتعاون التقني في الزراعة يصبُّ تركيزه على إفريقيا

الخبراء الصينيون يشاركون مزارعي إفريقيا في "مشاورة حكيمة".

روما- وافقت جمهورية الصين الشعبية على إنشاء صندوق أمانة بقيمة 30 مليون دولار أمريكي بإشراف منظمة الأغذية والزراعة "FAO"، لدعم جهود البلدان النامية من أجل رفع مستويات الإنتاجية الزراعية بلوغاً لأهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفيّة. ويؤشّر توقيع الاتفاق بتاريخ 24 مارس/آذار في العاصمة الصينية بيجينغ، بانضمام الصين أيضاً كأحد أكبر المانحين إلى مجموعة الأطراف الدولية المانحة لدى المنظمة.

وتنص الاتفاقية الرسمية على أن تزوِّد الصين البُلدان النامية بالخبراء في مجالي المساعدة التقنية والتدريب، مع توفير مدخلاتٍ زراعية ومعداتٍ صغيرة للمهمات المحددة. وفي حين سُيوجّه صندوق الأمانة الصيني لدى المنظمة جُل تركيزه إلى إفريقيا لن يستثنى المناطق الأخرى من أنشطته. وتدوم عمليات صندوق الأمانة الذي ستموّله الصين بمبلغ 10 ملايين دولار سنوياً، لمدّة ثلاث سنوات.

وأكد المدير العام المساعد، خوسيه ماريا سومبسي مسؤول قطاع التعاون التقني لدى المنظمة، في غضون توقيع الاتفاقية مع نائب الوزير الصيني للقطاع الزراعي سعادة نيو دون، أن "هذا الاتفاق التاريخيّ إنما يُبرز أهمية الدور الذي أضحت الصين تنهض به اليوم على الساحة الإنمائية الدولية".

تحالف إستراتيجي

إذ واظبت الصين على إنجاز أنشطة التعاون التقني من خلال قنوات المنظمة في العديد من مناطق إفريقيا على مدى سنواتٍ عديدة، قامت في عام 2005 بتشكيل تحالف إستراتيجي على الصعيد الرسمي في إطار برنامج المنظمة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب كإطار عام يسمح للبلدان النامية بمساعدة بعضها البعض عبر نقل المعارف وتبادل الخبراء والتقنيات.

ويطبَّق التحالف الاستراتيجي في إطار برامج المنظمة القطرية والمحلية للأمن الغذائي، ويشتمل كحدٍ أقصى على إيفاد ما يصل إلى 3000 خبير وتقني من الصين إلى البلدان النامية.

500 خبير لنيجيريا

وتبرز نيجيريا بوجهٍ خاص كأحد أكبر الأطراف المستفيدة من برنامج التعاون فيما بين بلدان الجنوب مع الصين بدعمٍ مباشر من المنظمة. ففي غضون الفترة 2003- 2007 أوفد نحو 500 خبير وتقنيّ من الصين للعمل في نيجيريا ليساهموا إلى حدٍ بعيد في إنجاز البرنامج الوطني للأمن الغذائي في ذلك البلد الإفريقي الكبير الواقع بغرب القارة.

ومنذ بدء تنفيذ برنامج التعاون فيما بين بلدان الجنوب الذي بادرت به المنظمة، ثمة أكثر من 700 خبير صيني أوفدوا إلى أنحاء العالم شتّى، بما في ذلك بلدان الإقليم الكاريبي وإقليم المحيط الهادي.